عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان | عادات

عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان | عادات
(اخر تعديل 2024-03-17 11:07:10 )

تُزهر روح المغرب بِحُلول شهرِ رمضان، حيثُ تُحيي العائلات عادات وتقاليد عريقة تُضفي على هذا الشهرِ الكريمِ سحرهُ الخاصّ. تنعكس هذه العادات في مختلفِ جوانبِ الحياةِ، من طقوسِ الإفطارِ إلى زينةِ البيوتِ، مرورًا بِأصنافِ المأكولاتِ والمشروباتِ التي تُزيّنُ الموائد الرمضانية. في رحلتنا عبر هذا المقال، سنغوصُ في عالمِ عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان ونكتشف مزيجًا فريدًا من النكهاتِ والأصالةِ الذي يُميّزُ هذا الشهرَ الفضيلَ في المغرب.

عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان

تُزهر في كل بلد خلال شهر رمضان عادات وتقاليد حافظ عليها الآباء والأجداد وهي تُضفي على هذا الشهر الفضيل نكهة خاصة تُميزه عن غيره. وفي المغرب، لا يختلف الأمر كثيرًا عن باقي الدول العربية، لكنه يتميز بطقوس وعادات تُضفي عليه طابعًا فريدًا. فيما يلي نبذة عن أبرز عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان

“مْبْروكْ العْواشْرْ”: تهنئة مبكرة بقدوم الشهر الكريم

من أبرز عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان هو تُردّد عبارة “مْبْروكْ العْواشْرْ” بكثرة في المغرب منذ أواخر شهر شعبان لتهنئة بعضهم البعض بقدوم شهر رمضان.

أصل العبارة:

“العواشر” في الموروث الثقافي تعني آخر عشر أيام فقط من شهر رمضان.

مع مرور الوقت، أصبحت العبارة تُستخدم لتقديم التهاني بمناسبة حلول الشهر الكريم، وأيضًا في مناسبات دينية أخرى.

احتفالية مميزة بالأطفال الصائمين

يُولي المغاربة اهتمامًا خاصًا بالأطفال الذين يصومون لأول مرة، حيث تُقام احتفالية مميزة لهم، ويعد ذلك من عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان الشهيرة.

مظاهر الاحتفالية:

تحضير فطور خاص غني بالأطباق الرمضانية المغربية.

صينية خاصة تضم الحليب والتمر والفواكه الجافة.

زغاريد النساء تعلن عن فرحة الصائم الصغير.

تبادل الزيارات: تقوية صلة الرحم

من بين أبرز عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان هي أنه يُحرص المغاربة على تبادل الزيارات بين العائلات؛ لقضاء سهرات عائلية تستمر حتى ما بعد وقت السحور.

مناطق الاحتفال:

لا تختلف هذه العادة في أي منطقة مغربية، من أقصى شمال المملكة إلى أقصى جنوبها.

ليلة القدر: احتفالية بهيجة

يُحيي المغاربة ليلة القدر المباركة باحتفالية جماعية في كافة شوارع المدن المغربية المختلفة، وهي من عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان المعروفة.

مظاهر الاحتفالية:

يرتدي الأطفال الصائمون أزياء تقليدية ويرتدون حليا ثقيلة.

تركب الإناث الهودج الخاص بالعروس.

يحتفى بالذكور على ظهر خيول سرجت وزينت.

مائدة إفطار غنية ومتنوعة

تُزخر مائدة الإفطار المغربية بتنوع فريد من المأكولات والمشروبات، من الحلوى إلى المالحة.

مكونات المائدة:

شوربة “الحريرة”.

حلوى “الشباكية”.

أكلة “الزميطة”.

أنواع من المعجنات والمكسرات.

أنواع من العصائر والمشروبات.

تمر مغربي أصيل أشهره “تمر المجهول”.

الدروس الحسنية: تقليد ثقافي عريق

يحدث أيضًا من بين عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان إقامة الدروس الحسنية داخل القصر الملكي بحضرة عاهل البلاد، ويحضرها العديد من العلماء والمثقفين.

أصل هذا التقليد:

أسسه الملك الراحل الحسن الثاني عام 1963.

يتم نقل أطوارها على القناة المغربية والإذاعة الوطنية.

عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان

عادات السحور في المغرب والافطار

بعد أن تعرفنا على عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان بشكل عام، سوف نغوض أكثر في عادات وتقاليد تُضفي على السحور والتي تتميز بنكهةً خاصة تُميزه عن سائر البلدان، وتتضمن ما يلي:

النّفار: نغمات إيقاظ الفجر

يُجوب “النّفار” (المسحراتي) شوارع المغرب حاملاً مزماره الكبير، يُنشد نغماتٍ تُلامس أرواح النائمين، ويُنادي بصوتٍ جهوري:

“يا نايم وحدّك، صحّي وفتّح عينيك، باقي شوية ويسحر، يا نايم وحدّك…”

يرتدي النّفار زيًا تقليديًا يضفي على وجوده سحرًا خاصًا، مكونًا من جلبابٍ مغربي وعمامةٍ تُزيّن رأسه.

لا يقتصر دور النّفار على إيقاظ الناس فحسب، بل يُردّد دعواتٍ بالخير والبركة، ويُنشد أناشيدًا تُضفي على الفجر بهجةً لا مثيل لها.

يُقابلهُ أهلُ البيوت بِكرمٍ وضيافة، فيُقدمون لهُ الشاي والسكر والمال، تعبيرًا عن شكرهم لجهوده ودعواته المباركة.

سحور القرى: نغمات تقليدية تُرافق الفجر

في القرى المغربية، تُصبح طقوس السحور تجربةً فريدةً تُشارك فيها العائلة بأكملها.

يتولى الرجال مهمة إيقاظ النائمين، حاملين الطبول والمزامير التي تُصدر نغماتٍ تقليدية تُلامسُ آذانَ القرويين.

يُرافقُهم الأطفالُ الصغار في هذه الرحلة، يملؤهم الحماس والشغف، مُشاركين عائلاتهم فرحةَ السحور.

عادات الإفطار في المغرب

بالإضافة إلى عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان خلال السحور، توجد أيضًا عادات للإفطار مميزة، ومن أبرزها ما يلي:

مطبخ رمضان: حكايات ودفء على مائدة الإفطار

تُصبح المطبخ المغربي خلال رمضان مسرحًا لِعائلةٍ تُجسّدُ تراثًا عريقًا.

تجتمع الجدة والحفيدة والأم في رحلة لإعداد وجبة الإفطار، بينما تُحكى الحكايات الدينية للأطفال لِتُثري أرواحهم.

تُزين الأمسيات الرمضانية بِقصصٍ تُلامسُ القلوب، وتُنيرُ دروبَ الصغار بِنورِ الإيمان.

يُصطحب الأطفال إلى المسجد للصلاة، لِيتعلموا أصولَ الدينِ وقيمَهُ من خلال الممارسةِ والتجربةِ.

زينة تعبقُ بالجمال والضيافة

تُصبحُ ربةُ البيتِ فنانةً تُزيّنُ منزلَها بِلمساتٍ تُضفي عليهِ سحرَ رمضان.

تُزدانُ الأركان بالزهور الطبيعية والأعشاب الخضراءِ، فتنشرُ رائحةً طيبةً تُنعشُ الأرواحَ.

تُجهّزُ الدارُ لاستقبالِ الضيوفِ من الأهلِ والجيرانِ، لتُصبحَ مسرحًا لِلقاءاتٍ تُضفي على رمضانِ دفئه الخاصّ.

إفطار عائلي في حضن الدار الكبيرة

يُصبحُ أولُ إفطارٍ في رمضانِ رحلةً تُجمعُ أفرادَ العائلةِ تحت سقفٍ واحدٍ.

يجتمعُ أفرادُ العائلةِ في الدارِ الكبيرةِ، حيثُ فضلَ بعضُهم الاستقلالَ بعد الزواجِ في منزلِ الأبِ أو الجدِ أو منزلِ أكبرِ أفرادِ العائلةِ.

تُصبحُ هذه اللقاءاتُ فرصةً لِتوطيدِ صلةِ الرحمِ ومشاركةِ أجواءِ رمضانِ المُباركةِ.

الحريرة: نجمة المائدة الرمضانية

تُهيمن “الحريرة” على مائدة الإفطار المغربية، لتصبح رمزًا لشهر رمضان.

يُعدّ هذا الحساء الغني بالخضار والتوابل الأكلة الرئيسية على المائدة، وتُقدم في آنية تقليدية تُسمى “الزلايف”.

تُزين مائدة الإفطار بِمرافقاتٍ تقليديةٍ لِلحريرة، مثل الزلابية والتمر والحليب والبيض، مع طبقٍ شهيٍ من الدجاج المُحمّر مع الزبيب.

أشهر الحلويات المغربية في رمضان

تزخر المغرب بأنواع مختلفة من أشهى الحلويات التي يقبل عليها الناس في رمضان والتي تكون جزءًا من عادات وتقاليد دولة المغرب في شهر رمضان في الطعام، ومن بينها:

الشباكية: نجمة مائدة الإفطار

تُعدّ “الشباكية” من أشهر الحلويات المغربية، وتُعرف في المشرق العربي باسم “الزلابية”.

تتميز بطعمها الحلو المُغمس بالعسل، وتُزين موائد الإفطار بمذاقها الفريد.

تُباع هذه الحلوى في الأسواق بكثرة قبل رمضان وأثناءه، نظرًا لصعوبة تحضيرها.

ورغم ذلك، تحرص العديد من العائلات على تقليد صنعها في المنزل بشكلٍ جماعي.

المقروط: حلاوة غنية بالتمر

“المقروط” نوعٌ آخر من الحلويات المميزة بشهر رمضان.

يتميز بحشوته بعجينة التمر، ولونه البني الداكن، وشكله المميز.

تُعدّ تكلفة تحضيره مرتفعةً مقارنةً بِ”الشباكية”.

تعتمد مكوناته الأساسية على العسل وماء الزهر، ويُقدّم باردًا بعد القلي.

البريوات: تحفة فاخرة على المائدة

تُعدّ “البريوات” من ألذّ الحلويات التي تُقدّم خلال إفطار رمضان.

تتميز بحشوةٍ غنيةٍ من اللوز والقرفة، ملفوفةٍ بورقةٍ رقيقةٍ تُسمّى “ورقة البسطيلة”.

تُغطّى “البريوات” بالعسل بعد القلي، وتُقدّم باردةً مع حساء “الحريرة” أو الشاي.

حلويات من قلب فاس: مزيج من الأصالة والجمال

تُشتهر مدينة فاس، عاصمة المغرب الروحية، بأنواعٍ فريدةٍ من الحلويات الرمضانية.

“الفيلالية” من أشهر هذه الحلويات، وتتميز بتكوينها من العسل واللوز.

تُقدّم “الفيلالية” باردةً إلى جانب الزبدة أو السمن البلدي.

كعب الغزال: تحفة غالية بنكهةٍ لا مثيل لها

“كعب الغزال” من أشهر حلويات فاس، ويتميز بغلاء ثمنه ولذة مذاقه.

يُصنع من أرفع أنواع العجين، ويُحشى بمزيجٍ من اللوز والسكر والمسك الحر والزبدة.

يُقال أنّ تسميته تعود لشكله الذي يُشبه قدم الغزال.

الفقاص: حلوى بسيطة في متناول الجميع

“الفقاص” نوعٌ آخر من الحلويات التي تُحضّر في رمضان.

يُشبه “الفقاص” البسكويت، لكنّه خالٍ من الحشوة، ويتميز بطعمه اللذيذ.

يُمكن تحضيره بسهولة أو شراؤه بِسعرٍ مُتوفرٍ للجميع.

غريبة وكعك وجدي: تنوع يُثري مائدةَ الحلويات

تُحضّر النساء المغربيات أنواعًا أخرى من الحلويات خلال رمضان، وتُعد “غريبة” من أشهر هذه الحلويات.

يُعرف في الشرق ما يسمى بـ “الكعك الوجدي”.

يُصنع “الكعك الوجدي” في البيوت، ويُباع بكمياتٍ هائلةٍ في محلات الحلويات.

شاهد أيضًا من أعمال دقائق: