اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين
(اخر تعديل 2024-03-29 13:00:14 )

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف ففي فترة العصر العباسي، تجسدت ثقافة فنية رائعة وتنوعت بين مختلف المجالات الفنية، من العمارة إلى الفنون التشكيلية والزخرفة. كان الفنان المسلم في هذه الفترة يمتاز بمهاراته الفنية الرفيعة وحسه الجمالي العميق، وكان له دور بارز في تزيين المتاحف والمعارض الفنية.

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف

في العصر العباسي، كان الفنان المسلم يولي اهتمامًا كبيرًا لتزيين المتاحف بجانب الأبنية الأخرى كالمساجد والمباني وحتى الأواني والمنسوجات والأعمال الخشبية. تجسدت روح الفن الإسلامي في هذه الفترة بتفردها وتنوعها، وتركز الزخارف الإسلامية على تجسيد الجمال والتناغم بين الأشكال والألوان.

شهد العصر العباسي تطورًا هائلًا في الفن الإسلامي، حيث ازدهرت صناعة الخزف والزجاج والأعمال المعدنية والمنسوجات، وشهدت المخطوطات والزخارف الإسلامية العباسية اهتمامًا كبيرًا. كانت تقنية زخرفة المعمار والأواني والأعمال الفنية الأخرى بالمخطوطات والحروف العربية منتشرة على نطاق واسع، إلى جانب استخدام أشكال هندسية متكررة ونماذج نباتية مجردة.

في سامراء، ظهرت تقنية جديدة للرسم بالبريق على طلاء أبيض، مما أضاف جمالية خاصة إلى الأعمال الفنية في تلك الفترة. وانتقلت هذه التقنية إلى الأندلس ومنها انتشرت في أوروبا، مسهمة في تطوير الزخارف الأوروبية.

كانت بغداد وسامراء هما مركزا الفنون والعلوم في العصر العباسي، حيث شهدت بغداد تطورًا معماريًا كبيرًا، وكانت تتميز بمنظرها المديني الفريد، وتمثل بغداد مركزًا للفن المعماري والثقافة في تلك الحقبة التاريخية.

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف

اعتمد الفنان المسلم في إبداعه على عنصري

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف واعتمد الفنان المسلم في إبداعه على عنصري الطبيعة والأشكال الهندسية بشكل متقن ومبتكر خلال العصر العباسي. تميزت العمارة الإسلامية بالأشكال الهندسية المتكررة التي تجمع بين الدقة والتناغم، مُشكلة لوحات فنية رائعة من الأشكال الهندسية المتداخلة. كما استوحى الفنان المسلم عناصره الزخرفية من جماليات الطبيعة، حيث كانت الرسومات الكثيفة للنباتات والمناظر الطبيعية والعناصر الشمسية والقمرية تشكل جزءًا لا يتجزأ من الزخارف الإسلامية. تفادى الفنان المسلم تصوير كل ما يحمل الروح، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا، وبدلاً من ذلك استخدم الطبيعة والأشكال الهندسية لإبداع تحف فنية رائعة.

تأثر العصر العباسي بالعمارة الساسانية، وتميزت مباني العباسيين بالزخارف والرسوم الجدارية الفريدة، خاصة في العواصم الرئيسية مثل بغداد وسامراء، حيث أصبحت هذه الزخارف مرجعًا فنيًا ومعماريًا للأجيال اللاحقة. في سامراء، تم استخدام طرق جديدة في نحت الأسطح مثل الأسلوب المشطوف، بالإضافة إلى تقنية الرسم بتكرار الأشكال الهندسية، التي أصبحت تعرف اليوم بفن “الأرابيسك”. شهدت سامراء أيضًا استخدامًا مكثفًا للألوان في الزخارف، بما في ذلك الرسم بالبريق، الذي كان إنجازًا فنيًا بارزًا في ذلك الوقت بسبب تشبُّهه بالمعادن الثمينة.

انتشرت هذه الزخارف والألوان الجديدة من العراق إلى مناطق أخرى مثل سوريا ومصر وإيران والأندلس، مسهمة في تطوير الزخارف الفنية في العصور اللاحقة. شملت الزخارف الفنية المعمارية والزخارف على الفخار والأواني والأعمال الخشبية والمعدنية، حيث زخرف العباسيون كل ما كان يمكن زخرفته تقريبًا. قصر بغداد، على سبيل المثال، يعد من أبرز الأمثلة على جمال الزخارف العباسية، حيث تميز بأمثالها الفريدة مثل شجرة مصنوعة من الذهب والفضة، تتحرك فروعها وتغرد الطيور من فوقها.

اهتم الفنان المسلم بتزيين المساجد والقصور في العصر العباسي

كما اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف فقد تميز الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المساجد والقصور بأهمية بارزة، حيث شيد العديد من المساجد البارزة والقصور الفخمة، ومن بين المساجد البارزة في هذا العصر:

مسجد الجامع الكبير :

تم بناء مسجد الجامع الكبير في وسط العاصمة بغداد المستديرة على يد الخليفة المنصور، وكان هذا المسجد ملاصقًا للقصر العباسي الرئيسي في قلب المدينة. يتميز المسجد بجدرانه المصنوعة من اللبن وأعمدته من الخشب التي تأخذ شكل مربع وتمتد على طول ضلع يبلغ 200 ذراع. وفي فترة حكم هارون الرشيد، تم إعادة بناء المسجد باستخدام الآجر والجص، مما أعطى المسجد مظهرًا جديدًا وأنيقًا. يتميز المسجد أيضًا بنقوش إسلامية رائعة تزين جدرانه، مما يضفي عليه جاذبية فريدة.

مسجد سامراء الكبير:

فق بناه الخليفة المتوكل على الله وهو أحد أجمل المساجد التي تعكس فن العصر العباسي بكل أبهة. يقع المسجد على أرض مستطيلة، ويرتكز مبناه على دعائم مثمنة الأضلاع، ويحاط بسور خارجي، وتبرز المئذنة خارج السور، وتأخذ شكل برج حلزوني ملوي، مما يضيف للمسجد سحرًا خاصًا. ويعتبر مسجد سامراء الكبير مع مسجد أبي دلف من رموز العمارة الدينية في العصر العباسي.

وكان للعباسيين اهتمام كبير ببناء القصور، حيث كان الهدف من ذلك هو إظهار ثراء وقوة الخلافة العباسية أمام الدول المنافسة، مثل الإمبراطورية البيزنطية. وقد استوحى العباسيون من جمالية القصور الساسانية، وخاصة من الإيوان، الذي هو البهو الكبير المقبب، وظهر تأثيرهم هذا في القصور، ومن أبرز القصور العباسية قصر الأخيضر وبلكوارة والعاشق وقصر الذهب.

قصر الأخيضر:

الواقع بالقرب من كربلاء في العراق، يعود تاريخه إلى عام 780 ميلاديًا. يتميز هذا القصر بشكله المستطيلي وسوره الخارجي الشاهق المرتفع، الذي يتم دعمه بأبراج بارزة على شكل نصف دائرة، مما يضفي عليه مظهرًا مهيبًا وفخمًا. يقع البناء الرائع هذا في منتصف الصحراء، حيث لا يمتد إليه شيء سوى طريق واحد ممهد. في يوم من الأيام، كان هذا الطريق ممرًا للتجارة والحروب وكذلك للحج.

ظل القصر شامخًا حتى يومنا هذا، متميزًا بفنونه المعمارية الرائعة والسقوف المزخرفة التي تحمل نقوشًا بارعة، بالإضافة إلى جدرانه الشاهقة. كان الرحالة الإيطالي بيترو ديلا فالي أول من اكتشف هذا القصر، وأشاد بروعته وبجمالياته الفريدة.

الفنون المعمارية في الدولة العباسية

اهتم الفنان المسلم في العصر العباسي بتزيين المتاحف فالعمارة في عصر الدولة العباسية امتازت بتأثرها بالعمارة الساسانية، حيث ظهر الإيوان الذي يعتبر من العناصر الرئيسية في العمارة الساسانية، وهو البهو الكبير ذي القبب، وقد اشتهرت العمارة العباسية بهذا النوع من الإيوانات.

وتميزت الفنون المعمارية في هذا العصر بالاستخدام البارع للطوب والآجر وتزيينهما بالزخارف. كما أولى العباسيون اهتمامًا خاصًا لعمارة القباب الجميلة وتزيينها من الداخل والخارج، حيث استخدم الفنانون الحروف العربية كرمز من رموز الفنون الإسلامية. وجعلوا من الحروف عنصرًا فعّالًا في الزخارف، فتزينت الحروف وتناسقت أجزاؤها وزُيِّنت رؤوسها بأشكال النباتات.

ولم يقتصر الأمر على الخط النسخ العادي، بل ازداد تألقًا الخط الكوفي، الذي كان يتميز بزواياه القائمة، وأُدخل عليه الفنانون الزخارف النباتية المتفرعة والمتشابكة، فأصبح يُعرف بالخط الكوفي المزهر.

شاهد من أعمال دقائق