ما هو الرهاب الاجتماعي ؟ أسباب وأعراض اضطراب

ما هو الرهاب الاجتماعي ؟ أسباب وأعراض اضطراب
(اخر تعديل 2024-04-11 05:28:09 )

الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي يعرف أيضا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، يتميز بخوف مفرط وغير عقلاني من المواقف الاجتماعية ويسبب هذا الخوف شعورا بالقلق الشديد والتوتر عند التواجد في مواقف اجتماعية.

ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي ؟

يعرف اضطراب القلق الاجتماعي، المعروف سابقا باسم الرهاب الاجتماعي، بأنه اضطراب نفسي يسبب خوفا شديدا ورهبة من المواقف الاجتماعية. ينبع هذا الخوف من قلق مفرط من تقييم الآخرين أو سخريةهم، مما يعيق قدرة الشخص على المشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي.

لا يقتصر تأثير اضطراب القلق الاجتماعي على المواقف المحرجة فقط، بل قد يعيق قدرة الشخص على أداء وظائفه اليومية. قد يصل الأمر إلى الامتناع عن الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة، مما يؤثر سلبا على جميع جوانب حياته.

يصنف اضطراب القلق الاجتماعي حاليا ضمن اضطرابات القلق، وذلك لارتباطه الوثيق بالخوف والتوتر.

يواجه جميع الناس مواقف تثير مشاعر القلق والتوتر، مثل مقابلة أشخاص جدد أو إلقاء خطاب على الملأ. بينما يسيطر هذا الشعور على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، مسببا خوفا وذعرا شديدا قبل الحدث بوقت طويل.

الرهاب الاجتماعي

أنواع الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي المعمم:

يمثل هذا النوع خوفا وقلقا شاملا من جميع المواقف والتفاعلات الاجتماعية، مما يعيق قدرة الشخص على المشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل فعال.

الرهاب الاجتماعي المحدد:

يركز هذا النوع على موقف واحد أو اثنين فقط، مثل الخوف من التحدث أمام الجمهور أو من تناول الطعام في الأماكن العامة.

فقد قام الأطباء بتصنيف الرهاب الاجتماعي بناء على نوع المواقف التي تثير القلق لدى الشخص، مقسمين إياه إلى مجموعتين رئيسيتين:

أسباب الرهاب الاجتماعي

لا يزال سبب الرهاب الاجتماعي لغزا محيرا، فبينما يشير البعض إلى العوامل الوراثية والعوامل البيولوجية، يؤكد آخرون على دور العوامل البيئية في نشأة هذا الاضطراب.

العوامل الوراثية:

يعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورا هاما في الإصابة بالرهاب الاجتماعي، حيث يزداد خطر الإصابة إذا كان أحد أفراد العائلة مصابا به.

اختلال توازن النواقل العصبية:

يشير بعض الباحثين إلى وجود خلل في توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين والغلوتامات، كأحد أسباب الرهاب الاجتماعي.

فرط نشاط اللوزة الدماغية:

يعتقد أن فرط نشاط اللوزة الدماغية، وهي جزء مسؤول عن الاستجابة للمخاوف، قد يؤدي إلى الشعور بالخوف المبالغ فيه والقلق دون سبب في بعض المواقف.

العوامل البيئية:

تؤثر بعض العوامل البيئية بشكل كبير على خطر الإصابة بالرهاب الاجتماعي، ونذكر منها:

الأحداث الصادمة والتجارب المؤلمة: مثل وفاة شخص عزيز أو التعرض للإساءة أو الاعتداء أو الإهمال.

التنمر والإذلال والإهانة أمام الآخرين.

المشاكل الأسرية.

المعاناة من مرض مزمن.

المبالغة في حماية الآباء للطفل أو اتباع أسلوب التحكم، مما يؤدي إلى نشأة الرهاب الاجتماعي عند الطفل.

اعتياد الخجل أو الانسحاب من المواقف اليومية خلال فترة الطفولة.

ما هي المواقف التي تحفز أعراض الرهاب الاجتماعي ؟

التعارف على أشخاص جدد: يمثل التقاء أشخاص لم يقابلهم الشخص من قبل تحديا كبيرا له، حيث يعاني من صعوبة في بدء المحادثة والشعور بالارتباك والخجل.

التحدث أمام الجمهور: سواء كان ذلك إلقاء خطاب أو تقديم عرض مسرحي، يثير هذا الموقف شعورا هائلا بالخوف والقلق لدى الشخص، مما قد يعيق قدرته على التعبير عن نفسه بشكل فعال.

المشاركة في اجتماعات: يعاني الشخص من صعوبة في التعبير عن أفكاره وآرائه في الاجتماعات، مما قد يؤثر على أدائه المهني.

التحدث مع شخصيات هامة أو أصحاب سلطة: يشعر هذا الموقف الشخص بالرهبة والخوف من تقييمه أو انتقاده من قبل هذه الشخصيات.

إجراء محادثات قصيرة: سواء كانت وجها لوجه أو عبر الهاتف، تثير هذه المحادثات شعورا بالقلق والارتباك لدى الشخص.

حضور الحفلات والأنشطة الاجتماعية: يعاني الشخص من صعوبة في الاندماج في هذه الأنشطة، مما قد يؤدي إلى شعوره بالوحدة والعزلة.

أداء مهمة ما أمام الآخرين أو تحت مراقبة: يصبح أداء أي مهمة تحديا كبيرا للشخص، مما قد يؤثر على قدرته على التركيز والإنجاز.

التواجد في موقف يكون فيه الشخص محط الأنظار: يشعر هذا الموقف الشخص بالخجل والارتباك، مما قد يؤدي إلى رغبته في الاختفاء من المكان.

التعرض للانتقاد أو المضايقة: يفاقم هذا الموقف من أعراض الرهاب الاجتماعي، مما قد يؤدي إلى شعور الشخص بالغضب والإحباط.

تناول الطعام في الأماكن العامة: يعاني الشخص من صعوبة في تناول الطعام أمام الآخرين، مما قد يؤدي إلى شعوره بالحرج والارتباك.

أداء الاختبارات: يصبح أداء الاختبارات تحديا كبيرا للشخص، مما قد يؤثر على تركيزه وقدراته على التذكر والتفكير.

أعراض نفسية وسلوكية للرهاب الاجتماعي

الخوف الشديد والرهبة من مقابلة الغرباء: يصبح التحدث والتواصل مع أشخاص جدد تحديا كبيرا، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالارتباك والتوتر.

الحذر الشديد أمام الناس خوفا من التعرض للإحراج أو النقد: يصبح الشخص حذرا للغاية من أي تصرف أو كلمة قد تعرضه للنقد أو الإحراج من قبل الآخرين.

الخوف من ملاحظة الآخرين لقلقه وتوتره: يعاني الشخص من خوف مبالغ فيه من ملاحظة الآخرين لقلقه وتوتره، مما يؤدي إلى شعوره بالحرج والارتباك.

الشعور بالخجل الشديد والإحراج أمام الآخرين: يعاني الشخص من شعور دائم بالخجل والإحراج أمام الآخرين، مما يعيق قدرته على التواصل والتفاعل معهم.

الخوف الشديد من حكم الآخرين عليه: يصبح الشخص مشغولا للغاية برأي الآخرين فيه، مما يؤثر على ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرارات.

الشعور بالذعر والخوف أيام أو أسابيع قبل أي حدث اجتماعي: يعاني الشخص من شعور بالخوف والذعر قبل أي حدث اجتماعي بوقت طويل، مما يؤثر على تركيزه ونومه وقدراته على الإنجاز.

تجنب المواقف الاجتماعية أو أي مواقف تثير الشعور بالقلق: يحاول الشخص تجنب أي موقف يثير شعوره بالقلق والخوف، مما يؤدي إلى شعوره بالوحدة والعزلة.

مواجهة صعوبة في إقامة العلاقات والصداقات والاحتفاظ بها: يعيق الرهاب الاجتماعي قدرة الشخص على إقامة العلاقات والصداقات والاحتفاظ بها.

التلعثم في الحديث وصعوبة التواصل البصري: يعاني الشخص من صعوبة في التحدث بشكل سلس وواضح، مما يعيق قدرته على التواصل مع الآخرين.

الإصابة بنوبات هلع: قد يعاني بعض الأشخاص من نوبات هلع مفاجئة، مما يؤدي إلى شعورهم بالخوف الشديد وفقدان السيطرة على أنفسهم.

قلة الثقة بالنفس ولوم النفس باستمرار: يعاني الشخص من قلة الثقة بنفسه ويلقي باللوم على نفسه بشكل دائم.

علاج اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)

العلاج النفسي

اولاً العلاج السلوكي المعرفي: يركز هذا النوع من العلاج على تغيير طريقة تفكير الشخص وسلوكياته في المواقف الاجتماعية، مما يساعده على التغلب على خوفه وقلقه.

ثانياً العلاج بالتعرض: يواجه الشخص في جلسات العلاج المواقف التي تثير لديه الرهاب تدريجيا، بدءا من تخيل الموقف حتى التعرض إليه في الحياة الواقعية، مما يساعده على التعرف على مشاعره وتعلم كيفية التعامل معها.

العلاج الدوائي:

مضادات الاكتئاب: تعد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية الخيار الأول في علاج اضطراب القلق الاجتماعي، مثل الفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine). وقد يستغرق ظهور مفعولها أسابيع.

مضادات القلق: تعمل مضادات القلق أو المهدئات مثل البنزوديازيبينات على تخفيف القلق بسرعة، لكنها لا تستخدم إلا في الحالات الشديدة وتحت إشراف الطبيب.

حاصرات بيتا: تفيد حاصرات بيتا مثل البروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol) في تخفيف أعراض القلق الجسدية.

شاهد من أعمال دقائق ايضاً: