التبني والاحتضان | الفرق بينهما وشروط كلا منهما

التبني والاحتضان | الفرق بينهما وشروط كلا منهما
(اخر تعديل 2023-12-28 00:00:15 )

التبني والاحتضان هما مصطلحان يرتبطان بمفهوم الرعاية البديلة للأطفال الذين يحتاجون إلى بيئة عائلية بديلة بسبب ظروف خاصة، على الرغم من أن كلا النهجين يهدفان إلى توفير بيئة مستقرة ومحبة للأطفال، إلا أنهما يختلفان في الطبيعة والتفاصيل العملية.

الفرق بين التبني والاحتضان

تتضح الفروق بين التبني والاحتضان في عدة نقاط أساسية يمكن تلخيصها كما يلي:

الحكم الشرعي:

التبني:

  • الحكم الشرعي: يُعتبر التبني محرمًا شرعًا بسبب الأمور التي تنشأ عنه، مثل تسجيل الطفل على دفتر العائلة، وحقه في الوراثة من الأسرة المتبنية.
  • التوضيح: يتم اعتبار التبني محرمًا في الشرع بسبب الآثار القانونية المترتبة عليه، مما يشمل إعطاء الطفل اسم الأسرة المتبنية والحق في الوراثة، مما يتناقض مع النظام الشرعي للوراثة.

الاحتضان:

  • الحكم الشرعي: لا يوجد في الاحتضان أي مانع شرعي، ويُعتبر عملاً مندوبًا إليه نظرًا للرحمة والخير الذي يحمله، وهو خالٍ من التعقيدات القانونية التي ترافق التبني.
  • التوضيح: يُعزى الاحتضان إلى العمل الخيري والإنساني، ولا يتضمن التزامات قانونية تشابه تلك المتعلقة بالتبني، مما يجعله أقل تعقيدًا من الناحية الشرعية.

باختصار، يظهر أن التوجيه الشرعي يُعتبر التبني محرمًا بسبب التعقيدات القانونية، بينما يُعتبر الاحتضان مسموحًا شرعًا نظرًا لطابعه الإنساني والخيري دون التورط في التفاصيل القانونية الكبيرة.

التبني والاحتضان

الاحتضان كنوع من أنواع التبني

الفرق بين التبني والاحتضان فالاحتضان يُعتبر نمطًا مشروعًا من أنماط التبني، حيث يقوم المتبني بتربية الطفل في منزله، مع الحفاظ على أصله ونسبه. يتميز الاحتضان بالاعتناء بالطفل داخل بيئة أسرية، دون أن يتم نقل الحقوق القانونية. في هذا السياق، يُعتبر المتبني شخصًا يعامل الطفل كأحد أفراد عائلته الحقيقية، ويمنحه حقوقًا مشابهة لحقوق أبنائه البيولوجيين، بما في ذلك حق الميراث.

نسب الطفل:

في حالة التبني، يتم إلغاء نسب الطفل لوالديه البيولوجيين وتحويله إلى نسب المتبني، حيث يُعامل كأحد أفراد عائلته الجديدة ويحق له الارث من المتبني. في المقابل، يظل الطفل في حالة الاحتضان على نسب والديه الحقيقيين، إذ يُسمح له بالعيش والتربية في بيئة الاحتضان دون التأثير على نسبه الأصلية. يمنح الاحتضان الطفل الفرصة للنمو والاكتساب من خلال تجربة الحياة في دار المحتضن، حيث يستمر في الاعتراف بأصله الحقيقي.

الأمور المترتبة:

في حال التبني:

يُشكل التبني إضافة الطفل المتبنى إلى أسرة المتبني، حيث يُعامل بمثابة أحد أطفال الأسرة ويحق له الاستفادة من حقوق الوراثة من المتبني. يترتب على ذلك إلغاء نسب الطفل لأسرته الأصلية، مما يُعتبر حرامًا شرعًا. يُحفظ للطفل اسم العائلة المتبنية، ويتم التعامل معه كفرد من عائلتهم، مما يؤدي إلى تحويل نسبه القانونية.

في حال الاحتضان:

تترتب على الاحتضان عدة أمور تتمثل في كفالة مالية للطفل ورعايته ضمن الأسرة. يُسهم الاحتضان في الرعاية الشخصية والمالية للطفل دون تحويل نسبه أو إزالته عن قيود عائلته الحقيقية. يُعطى الطفل بطاقة باسمه تتضمن معرفة لنسبه، مما يُظهر أن الطفل لا يفقد انتماءه الأصلي. يُعتبر الاحتضان حلالًا ومشروعًا، ويعكس رحمة وإحسانًا كبيرًا تجاه الطفل بدون التأثير على نسبه الأصلية.

تلخيصًا، يعكس التبني تكاملًا قانونيًا رسميًا، بينما يعتبر الاحتضان نهجًا غير رسمي لتقديم الرعاية للطفل. تختلف هاتان العمليتان في الحكم الشرعي والنطاق القانوني للالتزام.

شروط كفالة اليتيم في السعودية

  • نموذج قرار إسناد: يتعين تقديم نموذج قرار إسناد للطفل دون السنتين المحتضن.
  • بيانات طالب الاحتضان والولي وشخص قريب: يجب تقديم بيانات شخصية مفصلة لطالب الاحتضان وولي الأمر وشخص قريب يقوم بدور مساعد في الرعاية.
  • الطفل المحتضن: يتعين توفير معلومات مفصلة حول الطفل المحتضن، بما في ذلك تاريخ ميلاده وحالته الصحية وأي معلومات أخرى ذات الصلة.
  • خطاب تعريف و3 معرفين: يشترط تقديم خطاب تعريف لطالب الاحتضان وثلاثة معرفين يمكن التواصل معهم للتحقق من جدية الرغبة في الاحتضان.
  • شهادة طبية وتحليل مخدرات: يتعين على طالب الاحتضان تقديم شهادة طبية تثبت صلاحيته الصحية للرعاية وتحليل مخدرات سلبي.
  • تقرير طبي عن عدم الإنجاب: يتوجب تقديم تقرير طبي يثبت عدم الإنجاب في حال كان الزوجين المحتضنين غير قادرين على الإنجاب.
  • فحص ميداني للأسرة المتقدمة للاحتضان: يُطلب إجراء فحص ميداني لضمان ملاءمة بيئة الأسرة لرعاية الطفل.
  • عدم وجود اضطرابات بين الزوجين المحتضنين: يشترط عدم وجود اضطرابات أسرية أو زوجية بين الزوجين المقدمين لطلب الاحتضان.
  • بقية الأوراق المطلوبة: يتعين تقديم جميع الأوراق والمستندات الإضافية التي تطلبها الوزارة لاستكمال طلب الاحتضان.
  • الالتزام بالشروط الدينية والاجتماعية: يجب على طالب الاحتضان الالتزام بجميع الشروط الدينية والاجتماعية المحددة من قبل الوزارة.
  • الاستعداد للمتابعة الدورية: يتوجب على الزوجين المحتضنين أن يكونوا على استعداد للمتابعة الدورية من قبل الجهات المختصة.
  • التعاون مع الجمعيات الخيرية: يشترط التعاون الفعّال مع الجمعيات الخيرية المشرفة على عمليات الاحتضان والرعاية لليتيم.

هل يجوز التبني في السعودية؟

لا يُعتبر التبني في المملكة العربية السعودية جائزًا، نظرًا لأن النظام القانوني والاجتماعي في المملكة يستند إلى الشريعة الإسلامية، وما يحرمه الشرع يُحظر بشكل تام.

تأتي هذه القاعدة من قوله تعالى في سورة الأحزاب: “{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

يُفهم من هذا النص أنه يُشدد على دعوة الأطفال باسم آبائهم البيولوجيين، وفي حال عدم معرفتهم بآبائهم البيولوجيين، يُعاملون كأخوة في الدين. لذلك، إذا قام شخص بالاحتضان والرعاية للطفل دون تغيير نسبته واحترام حقوقه البيولوجية، يمكن أن يُطلق عليه اسم أسري جديد، ويمكنه الحصول على بطاقة بهذا الاسم. ومع الحفاظ على نسبته لأبيه البيولوجي، يكون ذلك متوافقًا مع الشريعة الإسلامية. ولكن، إذا تم نسبه لعائلته الجديدة بشكل قانوني، يعتبر ذلك غير مشروعٍ شرعًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل وتعقيدات قانونية واجتماعية. والله تعالى أعلم.

هل الاحتضان حلال؟

نعم، في الإسلام الاحتضان حلال وجائز.

في إطار الحديث عن التبني والاحتضان فالاحتضان المقصود هو تربية الطفل دون تنسيبه إلى العائلة المحتضنة، مع المحافظة على عائلة أبيه. يُعتبر الاحتضان فعلًا رحيمًا ويحمل أجر الإحسان، حيث يعتبر عملاً منفصلًا يؤدي إلى محبة ورعاية للطفل.

وفي حال كان الطفل مجهول النسب، يجب أن يحصل على بطاقة تحمل اسمه، مثلًا “فلان ابن عبد الله”. أما إذا كان والده معروفًا، فيمكن نسب الطفل إليه.

مهم جداً أن يُشدد على أن الطفل يجب أن يعرف نسبه وأنه ربيب في هذه العائلة وليس ابنها، وينبغي له معرفة بنسب والديه البيولوجيين. والله تعالى أعلم.

مراكز تبني أطفال في السعودية

الجمعية الوداد الخيرية تعتبر الجمعية الرائدة في مجال احتضان الأطفال اليتامى في المملكة العربية السعودية. تتخذ الجمعية دورًا رئيسيًا في رعاية الأيتام، خاصةً الفاقدين لأهاليهم والذين لا يتجاوزون سن السنتين. تقوم الجمعية بتقديم رعاية مؤقتة لهؤلاء الأطفال حتى يتسنى لهم العثور على عائلة محتضنة مناسبة، حيث يتم تسنيدهم إلى أسر مؤهلة وقادرة على تربيتهم بطريقة صالحة.

تُظهر هذه الجمعية كنموذج للرعاية والاحتضان في المملكة، ورغم أنها الجمعية الأولى التي تقدم هذه الخدمات، إلا أن هناك العديد من الجمعيات الأخرى في المملكة تقوم بتقديم خدمات مشابهة في مجال الاحتضان، مما يعكس التفاعل الإيجابي في المجتمع السعودي تجاه هذا النوع من الخدمات الاجتماعية المهمة.

شاهد من أعمال دقائق