الصداع العصبي المرتبط بالقلق | كيف أتخلص من

الصداع العصبي المرتبط بالقلق | كيف أتخلص من
(اخر تعديل 2024-03-29 23:28:10 )

يعد القلق من المشاكل النفسية المزعجة التي لا يقتصر تأثيرها فقط على المشاعر والافكار، بل إنه يمتد ليؤثر أيضًا على الجسد، فيسبب أعراض كثيرة من أبرزها الصداع، وتكثر الإصابة بمشكلة الصداع العصبي المرتبط بالقلق بشكل كبير خاصةً مع ضغوطات الحياة، لذلك سنوضح في هذا المقال مزيدًا من المعلومات عن هذا النوع من الصداع وطرق التعامل معه.

الصداع العصبي المرتبط بالقلق

يُعد الصداع من أكثر الأعراض الجسدية شيوعًا وبالاخص الصداع العصبي المرتبط بالقلق النفسي. فإذا كنت تعاني من ضغوطات أو قلق بشأن أمر ما، فقد تصاب بالصداع التوتري. المثير للقلق هنا أن الصداع المتكرر أو الشديد يمكن أن يزيد بدوره من أعراض القلق، لتدخل في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها.

تشير الدراسات إلى علاقة وثيقة بين القلق والصداع النصفي (الشقيقة) على وجه الخصوص. فبحسب مؤسسة الصداع النصفي الأمريكية، يعاني ما يقارب نصف المصابين بالصداع النصفي من اضطرابات القلق أيضًا، كما تزيد احتمالية إصابة الأشخاص الذين يعانون من نوبات الصداع النصفي بالقلق بمعدل يصل إلى خمس مرات مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من الصداع النصفي.

يمكن أن تشمل أعراض الصداع العصبي المرتبط بالقلق ما يلي:

الصداع التوتري

وهو النوع الأول في الصداع العصبي المرتبط بالقلق وله عدة أعراض مختلفة تتضمن ما يلي:

– ألم خفيف إلى متوسط، يكون غالبًا على شكل وخز أو ألم مستمر.

– ضغط خلف العينين.

– شعور بالضغط كأنه شريط يحيط بالرأس.

– تصلب في عضلات الرقبة والكتفين.

– آلام عند لمس فروة الرأس.

عادة ما يتحسن صداع التوتر بسرعة نسبية، لكنه قد يستمر لعدة ساعات أو أيام. وعلى الرغم من أنه لا يكون شديدًا بالضرورة ليعيق حياتك اليومية، إلا أنه يؤثر سلبًا على راحتك ونشاطك.

الصداع النصفي

يشاع الإصابة بالصداع النصفي في حالات القلق، وتشمل أعراضه ما يلي:

– ألم نابض أو يخفق في الرأس.

– آلام تتركز في جانب واحد من الوجه أو الرأس.

– وخز أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق من جهة واحدة.

– رؤية بقع أو ومضات من الضوء.

– حساسية مفرطة للصوت والضوء والروائح القوية.

– غثيان وقيء.

– دوار أو إغماء.

– تشوش الرؤية.

يمكن أن تستمر نوبة الصداع النصفي لعدة أيام إن لم يتم علاجها، وقد تصل شدة الألم إلى درجة تعيق القيام بالأنشطة المعتادة. كما أن الحركة أو النشاط البدني قد يزيدان الوضع سوءًا.

علاجات الصداع العصبي

تتوفر عدة خيارات لعلاج صداع القلق، ويعتمد ذلك على نوع الصداع وشدته.

– تركز بعض العلاجات على تخفيف الألم مباشرة مثل استخدام مسكنات الألم.

– تهدف علاجات أخرى إلى معالجة الأسباب الجذرية للقلق.

اسباب الصداع التوتري

على الرغم من عدم معرفة السبب الدقيق للصداع التوتري، إلا أن هناك عوامل شائعة تساهم في ظهوره:

– الضغط النفسي: تشير الدراسات إلى أن الضغوطات النفسية من أهم عوامل تحفيز الصداع. يعتبر الصداع العصبي المرتبط بالقلق استجابة جسدية للمعاناة النفسية.

– حساسية الألم: يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع المتكرر لديهم حساسية أكبر للألم، مما يزيد من الشعور بالألم والتوتر في العضلات.

– توتر العضلات: يعتبر توتر العضلات من أعراض القلق. فعند الشعور بالقلق، يستعد الجسم للتعامل مع مصدر التوتر، ومع استمرار القلق على المدى الطويل، تظل عضلات الجسم متوترة بدلاً من استرخائها بعد زوال الخطر، مما يُساهم في الإصابة بالصداع.

– قلة النوم: يواجه الكثير ممن يعانون من القلق صعوبة في النوم، وهو من العوامل الشائعة التي تحفز نوبات الصداع النصفي.

– مستويات السيروتونين: قد تلعب تغيرات مستويات السيروتونين في الدماغ دورًا في الإصابة بالصداع النصفي. السيروتونين مادة كيميائية لها وظائف مهمة في الجسم، ويمكن أن يؤثر اختلال مستوياتها سلبًا على الصحة البدنية والنفسية. وقد يؤدي انخفاض مفاجئ في مستويات السيروتونين بالدماغ إلى الصداع من خلال إفراز مواد كيميائية عصبية معينة أو انقباض الأوعية الدموية.

هل الصداع التوتري خطير

بشكل عام لا يُعد الصداع التوتري خطيرًا، فهو من أكثر أنواع الصداع الشائعة الحدوث، ولا يُشير إلى وجود حالة مرضية خطيرة. وعادةً ما يزول من تلقاء نفسه خلال ساعات أو أيام قليلة. ولكن قد يكون هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب مثل:

– إذا كان الصداع شديدًا أو مستمرًا: قد يكون علامة على حالة طبية أخرى مثل التهاب الجيوب الأنفية أو ورم في الدماغ.

– إذا كان الصداع مصحوبًا بأعراض أخرى: مثل الحمى أو تيبس الرقبة أو تغيرات في الرؤية أو الارتباك.

– في حالة كان الصداع يزداد سوءًا بمرور الوقت: قد يكون علامة على حالة مرضية خطير مثل ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين.

وعمومًا لا داعي للقلق من الصداع التوتري. ولكن إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه، فمن المهم استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود أي حالة طبية خطيرة.

الصداع العصبي المرتبط بالقلق

الأعراض الجسدية للقلق والتوتر

بعد توضيحنا لـ الصداع العصبي المرتبط بالقلق يجدر بينا توضيح العديد من الأعراض الجسدية للقلق والتوتر التي يمكن أن تحدث معك أيضًا، وهي يمكن أن تتضمن ما يلي:

أعراض القلق الجسدية

– آلام في المعدة أو غثيان أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.

– صداع، كما أوضحنا في الصداع العصبي المرتبط بالقلق النفسي.

– الأرق أو مشاكل أخرى في النوم (مثل الاستيقاظ المتكرر).

– ضعف أو إعياء.

– تنفس سريع أو ضيق في التنفس.

– خفقان القلب أو زيادة معدل ضربات القلب.

– تعرق.

– رعشة أو اهتزاز.

– توتر أو آلام في العضلات.

نوبات الهلع والقلق

بالإضافة إلى الأعراض العامة، يمكن أن تظهر أعراض جسدية إضافية خلال نوبات الهلع، على سبيل المثال:

– الخوف من الموت.

– صعوبة التنفس أو الشعور بالاختناق.

– خدر أو تنميل في أجزاء من الجسم.

– ألم في الصدر.

– دوار أو إغماء.

– الشعور بالحر الشديد أو القشعريرة.

كيف أتخلص من أعراض القلق الجسدية

يعتمد علاج القلق على نوعية الأعراض التي تعاني منها وشدتها. العلاجان الرئيسيان للقلق هما العلاج النفسي والأدوية، فإذا كنت تعاني من أعراض جسدية مثل الصداع العصبي المرتبط بالقلق فإن العلاج بالكلام أو الأدوية التي تخفف من قلقك ستساهم غالبًا في تحسن هذه الأعراض أيضًا.

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد أكثر خيارات العلاج شيوعًا وفعالية للقلق، وقد تجد أن العلاج النفسي وحده مفيد، ولكن إذا لم تتحسن الأعراض، فإن أدوية القلق هي خيار يمكنك مناقشته مع طبيب أمراض نفسية.

إلى جانب العلاج، يمكنك أيضًا اتخاذ خطوات بنفسك للتعامل مع أعراض القلق:

مارس النشاط البدني قدر المستطاع

تساعد التمارين الرياضية على تقليل التوتر وتحسين الصحة البدنية. وإذا لم تكن قادرًا على ممارسة الرياضة، فحاول الجلوس في الخارج يوميًا. تشير الأبحاث إلى أن الطبيعة يمكن أن تعود بالفائدة على الصحة النفسية، وبالتالي فهي يمكن أن تخلصك من الصداع العصبي المرتبط بالقلق بشكل كبير.

تجنب الكحول والكافيين والنيكوتين

يمكن لأي من هذه المواد أن يزيد القلق سوءًا؛ نظرًا لكونها تؤثر على جودة النوم مما يزيد من الشعور بالتعب والتهيج، كما أنها تزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين.

جرب تقنيات الاسترخاء

تعتبر تقنيات التنفس العميق والتخيل الموّجه من الممارسات التي يمكن أن تساعد جسمك على الاسترخاء، كما يمكن أن يفيدك التأمل واليوغا أيضًا. تعتبر هذه التقنيات آمنة بشكل عام، ولكن من المحتمل أن تشعر بزيادة في القلق عند البدء بها لأول مرة.

حافظ على نوم جيد

غالبًا ما تصاحب مشاكل النوم القلق. حاول أن تنام أكبر قدر ممكن. يساعدك الشعور بالراحة والاسترخاء على التعامل مع أعراض القلق، كما أن الحصول على نوم أكثر قد يقلل من شدة الأعراض.

شاهد أيضًا من أعمال دقائق: