هل العطر يبطل الصيام | هل استنشاق البخور والعود

هل العطر يبطل الصيام حيث يعتقد بعض العلماء أن العطور التي تحتوي على الكحول قد تؤثر على صيام الشخص إذا كان يتم امتصاص الكحول من العطر عبر الجلد بكميات كافية لتغيير حالة الشخص، مما يجعله غير قادر على الاستمرار في الصيام. ومع ذلك، ترى آراء أخرى أن استخدام العطور ليس له تأثير على الصيام ما لم يتم ابتلاعها بواسطة الفم.

هل العطر يبطل الصيام

بالطبع، العطر لا يبطل الصيام، ويُسمح باستخدامه وشمّه خلال فترة الصوم. يأتي هذا التصريح بناءً على فتاوى دينية تؤكد على أن استخدام العطور، سواء كانت بشكل بخور، دهن، أو أي شكل آخر، لا يؤثر على صحة الصيام.

تقوم هذه الرؤى الدينية على فهم دقيق للأحكام الشرعية، حيث يُسمح بشم العطور دون أي خوف من إبطال الصيام، بشرط عدم استنشاق الدخان أو الأجزاء الملموسة للبخور. وفقًا لتصريحات بعض العلماء، رغم أن رائحة العطر قد يتسلل إلى الأنف، إلا أنها لا تشكل مشكلة تؤدي إلى فساد الصيام.

يجدر بالذكر أن هناك بعض العطور التي قد تحتوي على مواد قد تسبب استنشاقًا غير مقصود، ولذلك يُفضل اختيار العطور التي لا تحتوي على مكونات تثير هذه المخاوف، وبالطبع يفضل دائمًا استشارة العلماء والمشايخ للحصول على توجيهات دينية دقيقة وفقًا للسياق الثقافي والشرعي الخاص.

سبب عدم ثبات العطر في الجسم | كيفية تثبيت رائحة العطر في الملابس

هل يجوز التعطر في الصيام

تطرح الفتوى الدينية الإسلامية موقفاً واضحاً بخصوص جواز التعطر خلال فترة الصيام، حيث يُعتبر ذلك جائزاً ومباحاً. لا يوجد دليل شرعي ينص على تحريم التعطر أثناء الصيام، ولم يرد أي توجيه يفضل تركه، لأنه لا يُعتبر أكلاً أو شرباً، ولا يدخل في معنى الأكل والشرب.

تبين آراء الفقهاء المختلفة في هذا الشأن، حيث يجوز التعطر في المذاهب الحنفية والمالكية، وهو مباح أيضاً عند الشافعية كما ورد في كتاب “الأم”. وفي المذهب الحنبلي، يُسمح بالتعطر وهذا واضح من كلام ابن قدامة في “المغني”. بعض الشافعية والحنابلة يرون كراهة التعطر في الصيام ويندب تركه، ويكره شم العطر إذا وصلت رائحته إلى الدماغ كما جاء في “شرح البهجة” للشيخ زكريا الأنصاري.

فيما يخص استخدام البخور، فإن البعض يرون أنه ينبغي تجنب استنشاقه بشدة، حيث قد يؤدي إلى دخول أجزاء منه إلى الدماغ والجوف، وبالتالي يفترض عدم التسلط عليه. وفيما يتعلق باستعمال الطيب المائي، مثل دهن العود ودهن الورد، فلا مانع من استخدامه خلال الصيام.

باختصار، يعتبر التعطر في الصيام جائزاً ولا يبطل الصيام، ولكن يُفضل الحذر في استخدام البخور بشدة وتجنب التسلط عليه، بينما لا يوجد مانع من استخدام الطيب المائي بكل حرية.

حكم استعمال العطور التي تحتوي على كحول

استخدام العطور التي تحتوي على الكحول يثير جدلاً في الفقه الإسلامي، حيث يتعلق الأمر بتحديد مدى جواز استعمالها وما إذا كانت تعتبر مانعة للصلاة أو الصيام.

في الأصل، يُعتبر استخدام العطور جائزاً، لكن إذا كان المرء على علم بوجود مكونات محرمة مثل الكحول في العطر، يجب التحلي بالحذر والوعي. فالكحول بالأصل محرمة ومعروفة بكونها مسكرة ونجسة، مثلما يوضح ذلك السبيرتو المسكر المستخدم في العطور.

يمكن تقسيم العطور التي تحتوي على الكحول إلى نوعين:

النوع الأول الذي تكون نسبة الكحول فيه قليلة، مثل خمسة أو ثلاثة بالمائة، وفي هذه الحالة لا يوجد مانع شرعي من استعمالها.

النوع الثاني الذي تكون نسبة الكحول فيه عالية، مثل خمسين بالمئة، وفي هذه الحالة يختلف العلماء في الرأي.

بعض العلماء يرون جواز استعمال العطور الذي يحتوي على كحول بنسبة عالية، وذلك لأنه لا يستخدم للإسكار بل للتطيب فقط. ويرجح هؤلاء العلماء أن الحرمة في الكحول تتعلق بشربها والإسكار بها، وهذا ما يؤكده الدليل الشرعي الذي يحظر الخمر والميسر وينصح بتجنبها.

بينما يرون آخرون تحريم استعمال العطور التي تحتوي على كحول عالية النسبة، لأنها تُسبب الضلال وتبعد عن ذكر الله.

وبعض الأئمة يرون الأفضلية في تجنب استعمال العطور التي تحتوي على كحول، بما يتفق مع قول الله “فَاجْتَنِبُوهُ”، وإذا استخدم الشخص العطر بهذه المكونات، فلا إثم عليه.

أفضل 9 أنواع من الزيوت العطرية لمرض الصدفية .. كيف يتم تطبيق الزيوت للحصول على أفضل نتائج

هل العطر يبطل الصيام عند النساء

استعمال العطور والتطيب في أيام صيام شهر رمضان للنساء لا يفسد الصيام ولا يبطله.

يُسمح للنساء بتطيب أنفسهن واستعمال العطور في بيوتهن أو في أماكن تجتمع فيها النساء فقط دون أن يكونوا يخالطهن رجال. ومع ذلك، إذا كانت المرأة في طريقها إلى مكان يوجد فيه رجال ليسوا من محارمها، فإذا تطيبت فذلك حرام، لأن ذلك قد يؤثر بشكل سيء على قلوب الرجال. وهناك أدلة دينية تشير إلى ذلك:

عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.”

و4عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا.”

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة.”

عن موسى بن يسار عن أبي هريرة: أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال لها: “يا أمة الجبار المسجد تريدين؟” قالت: “نعم.” قال: “وله تطيبت؟” قالت: “نعم.” قال: “فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل.”

هل استنشاق البخور والعود يُفسد الصوم

هل يُبطل الصيام استنشاق البخور والعود؟ يُختلف فيه الفقهاء.

الأحناف يرون أن استنشاق البخور في الصيام، إذا دفعه إلى جوف الصائم بنية فسد الصيام، فإن كان دون نية فسد الصيام فلا حرج.

المالكية يقولون إنه لا يجوز للصائم استنشاق البخور أو شمه بقصد أو بدون قصد، فهو يفسد الصيام.

الشافعية يرون أنه لا يؤثر على الصيام استنشاق البخور ما دام لم يصل إلى جوف الصائم شيء، ويبقى صيامه سليمًا.

الحنابلة يعتقدون أن استنشاق البخور يُفسد الصيام، ولذلك الأسلم في الغالب أن يبتعد المسلم عن البخور أثناء الصيام، لتجنب الشبهات.

أما استخدام العود ودهن الجسم به، فهو جائز باتفاق الفقهاء في المذاهب الأربعة، حيث لا يُعتبر واصلًا إلى جوف الصائم عن طريق مسام الجلد، وبالتالي لا يُفسد الصيام.