الأمراض السيكوسوماتية | أعراض الأمراض

الأمراض السيكوسوماتية | أعراض الأمراض
(اخر تعديل 2023-12-21 23:07:09 )

تشكل الأمراض السيكوسوماتية جزءًا هامًا من التفاعل المعقد بين العقل والجسم، حيث يعكس هذا المصطلح ترابطًا فعالًا بين العوامل النفسية والتأثيرات الجسدية.

تتميز هذه الأمراض بطبيعتها الفريدة، حيث يظهر التأثير النفسي بوضوح في تكوين وتطور الأعراض الجسدية. في هذا السياق، يمكن تعريف الأمراض السيكوسوماتية على أنها حالات صحية يتم توليدها أو تفاقمها بفعل عوامل نفسية، دون أن يكون لها أساس جسدي واضح.

ما هي الأمراض السيكوسوماتية

تمثل الأمراض السيكوسوماتية تفاعلًا فريدًا ومعقدًا بين العوامل النفسية والتأثيرات الجسدية، حيث يظهر هذا النوع من الأمراض عندما تنعكس الضغوط النفسية على الصحة الجسدية، وذلك دون وجود تفسير طبي تقليدي للأعراض الظاهرة.

تُعرَف الأمراض السيكوسوماتية باسم الأمراض النفسجسمية، وهي مصطلح علمي يأتي من اللغة الإنجليزية “Psychosomatic disorder”. تتسم هذه الحالات بتأثير العوامل النفسية سلبًا على الأداء الفسيولوجي الجسدي، محدثة تشوهات وظيفية أو ضررًا هيكليًا في أجهزة الجسم. تشمل هذه التأثيرات:

تنشيط غير مناسب للجهاز العصبي اللاإرادي: المسؤول عن الوظائف الجسدية الأتوماتية مثل ضربات القلب وضغط الدم.

تنشيط غير مناسب لغدد الإفراز الداخلي: مما يؤدي إلى تغييرات في إفرازات الغدد.

تتجلى الأعراض الجسدية في الأمراض السيكوسوماتية نتيجة لسوء الحالة العاطفية والنفسية للمريض. ورغم تلاشي هذه الحالة العاطفية بمرور الوقت، يبقى الجسم يحتفظ بالتشوهات الوظيفية، محدثًا خللًا جسديًا دائمًا وواضحًا.

لتوضيح الأمر، نستعرض حالة الغضب وتأثيرها على الجسم. في حالة الطبيعية، تختفي التغيرات الفسيولوجية بعد تنفيس الغضب بشكل صحيح. ومع ذلك، في الحالة المرضية، يظل الجسم يحتفظ بالحالة العاطفية محدثًا خللًا جسديًا دائمًا. هذا يبرز أهمية فهم التفاعل بين العقل والجسم لضمان التشخيص والعلاج الفعال للأمراض السيكوسوماتية.

الأمراض السيكوسوماتية

سبب تسمية الأمراض السيكوسوماتية بالأمراض النفسجسمية

يعود تسمية الأمراض السيكوسوماتية بالأمراض النفسجسمية إلى دمج العوارض الجسدية الواضحة مع وجود جذور نفسية لظهور هذه العوارض.

ينشأ إصابة الفرد بالأمراض السيكوسوماتية نتيجة لتفاعل تبادلي بين الجسد والنفس بشكل يرتبط بشكل وثيق على النحو التالي:

  • تأثير الحالة النفسية على الجسم: تتأثر حالة النفس لدى الشخص بتأثيرات سلبية أو إيجابية، مما ينعكس على الوضع الجسدي للفرد.
  • ظهور الأعراض الجسدية: تظهر علامات وأعراض جسدية واضحة تعكس تأثير الحالة النفسية على الصحة الجسدية، وهي تظهر كمظهر فعال للتأثيرات النفسية.
  • تأثير الحالة المرضية على الحالة النفسية: يتزايد تأثير الحالة الصحية على الحالة النفسية للفرد، مما يسهم في تفاقم سوء الحالة النفسية.
  • تصاعد الأعراض الجسدية: تتزايد الأعراض الجسدية بتأثير اتجاهي بين الحالة النفسية والوضع الجسدي، مما يؤدي إلى تعقيد المشهد السريري.

توجد العديد من التسميات العلمية المتداولة للأمراض السيكوسوماتية، مثل “الأعراض الجسدية”، و”الأمراض النفسية الجسمية”، و”اضطراب الأعراض الجسدية”، و”الألم الجسدي”. يتجلى في هذه التسميات التفاعل المعقد بين العناصر النفسية والجسدية في سياق الأمراض السيكوسوماتية.

أعراض الأمراض السيكوسوماتية

على الرغم عدم وجود أعراض جسدية واضحة تُشير إلى الأمراض السيكوسوماتية، إلا أن هناك مجموعة من الأحداث المترابطة التي تظهر لدى المُصابين بهذا النوع من الأمراض. تشمل هذه الظواهر:

  • تغيرات في وظائف الجسم وظهور أعراض جسدية: تتضمن هذه التغيرات الظواهر مثل الأرق، والتعب، وآلام المعدة، واضطرابات في الجهاز الهضمي. يكون ظهور هذه الأعراض مُصاحبًا لتأثير الضغوط النفسية على الصحة الجسدية.
  • تغيرات في سلوكيات الفرد: يمكن أن تتجلى هذه التغيرات في سرعة الانفعال وزيادة في مظاهر الغضب، حيث يعكس سلوك المُصاب تأثير الحالة النفسية على تفاعله مع البيئة.
  • اصطحاب اضطرابات نفسية أخرى: يمكن أن يكون المُصاب بالأمراض السيكوسوماتية عُرضة للاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى، مما يزيد من تعقيد الحالة الصحية.
  • زيارات متكررة للرعاية الصحية: يتميز المُصاب بتكرار زياراته لمقدمي الرعاية الصحية، حيث يتم تشخيص حالته بطرق متنوعة في كل مرة دون توجيه واضح للأعراض.
  • عدم استجابة للعلاجات الطبية: يظهر المُصاب بالأمراض السيكوسوماتية عدم تأثر حالته بالأدوية الموصى بها من قبل الأطباء، مما يشير إلى تعقيد العلاقة بين الجسد والنفس.
  • صعوبات اجتماعية ونفسية: تظهر صعوبات في التفاعل الاجتماعي والنفسي داخل محيط الفرد، سواء كان ذلك في العمل أو الدراسة، مما يعكس تأثير الحالة السيكوسوماتية على جودة حياته الشخصية والاجتماعية.

الأعراض الجسدية المصاحبة لتغيرات وظائف الجسم في حالة الاضطرابات النفسجسمية

تظهر الاضطرابات النفسجسمية بمجموعة من الأعراض الجسدية التي ترتبط بتغيرات في وظائف الجسم، وتشمل:

  • التعب: يصاحب الحالة النفسية السلبية تعبًا غير مبرر، مما يؤثر على طاقة الفرد ويقلل من قدرته على التحمل.
  • الأرق: يعكس الاضطراب النفسي على نوعية النوم، مما يتسبب في صعوبات في النوم وانقطاعه.
  • الشعور بالآلام والأوجاع: قد تتجلى الحالة النفسية في آلام متفرقة، مثل آلام العضلات أو آلام الظهر، دون وجود أسباب جسدية واضحة.
  • ارتفاع ضغط الدم: يمكن للضغوط النفسية أن تسهم في ارتفاع ضغط الدم، مما يعكس التأثير البيني بين العقل والجسم.
  • ضيق التنفس: قد يلاحظ المصاب بالاضطرابات النفسجسمية تغيرات في التنفس، تعبيرًا عن التأثير النفسي على الوظائف الجسدية.
  • اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي: قد يعاني المريض من مشاكل هضمية متكررة كرد فعل للتوتر والضغوط النفسية.
  • الصداع والصداع النصفي: يمكن أن تكون الأمراض النفسجسمية مصاحبة لآلام الرأس والصداع النصفي نتيجة التوتر النفسي.
  • العجز الجنسي عند الرجال: يمكن أن يشمل الاضطراب النفسي تأثيرًا سلبيًا على الأداء الجنسي للرجال.
  • طفح جلدي (التهاب الجلد): يُعتبر التأثير النفسي على الجسم أحد العوامل المساهمة في ظهور طفح جلدي أو التهابات الجلد.

عادةً ما يكون المرضى الذين يعانون من الأمراض السيكوسوماتية غير واعين للمشاعر والأفكار السلبية النفسية المرتبطة بحالتهم، مما يدفع إلى اعتبار مشاكلهم كمشاكل طبية. ويُمكن إجراء اختبارات نفسية إلكترونية لاكتشاف مدى تأثير المشاعر والأفكار السلبية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

هل يتم تشخيص مصابي الأمراض السيكوسوماتية بسهولة

لا، لا يتم تشخيص مصابي الأمراض السيكوسوماتية بسهولة.

عادةً ما يكون تشخيص مصابي الأمراض السيكوسوماتية تحديًا كبيرًا نتيجة للعديد من العوامل، منها:

  • ظهور مضاعفات جسدية مُعقدة: يُعقد التشخيص بوجود مضاعفات جسدية تظهر على المريض، والتي قد تكون غير واضحة أو صعبة التفسير.
  • تعدد الزيارات والاختبارات الطبية: يتسبب توجه المرضى المستمر للرعاية الصحية وإجراء العديد من الاختبارات في إرباك عملية التشخيص، حيث يتساءل الأطباء عن أسباب التكرار والعدم وضوح التشخيص.
  • التفاوت في التعبير عن الأعراض: يكون التعبير عن الأعراض متنوعًا وغالبًا ما يختلف من مريض إلى آخر، مما يجعلها أحيانًا غير ملموسة وصعبة للأطباء لفهم.
  • التأثير النفسي الكبير: يتسبب التأثير النفسي البارز للحالة في إخفاء الأعراض الجسدية، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا.
  • الاستجابة المحدودة للعلاجات الطبية: قد يظهر المرضى استجابة محدودة للعلاجات الطبية الموصى بها، مما يزيد من التحدي في تحديد السبب الجذري للمشكلة.
  • تأثير الحالة النفسية: يؤثر الاكتظاظ النفسي لدى المرضى بشكل كبير على العملية التشخيصية، حيث يمكن أن يكون التعبير عن المشاعر والأفكار غير واضحًا.

باختصار، يُعد تشخيص الأمراض السيكوسوماتية تحديًا معقدًا يتطلب فهمًا شاملاً للتفاعلات بين الجوانب الجسدية والنفسية للحالة الصحية.

ما السبب الرئيسي خلف الإصابة بالأمراض السيكوسوماتية

لا يمكن تحديد السبب الرئيسي وراء الإصابة بالأمراض السيكوسوماتية بشكل قاطع حتى الآن، إلا أنها عادةً ما ترتبط بتأثر الشخص بالحالة النفسية السلبية لفترات طويلة.

يعتقد العلماء أن التأثير الرئيسي وراء الأمراض السيكوسوماتية يكمن في تأثير المشاعر السلبية الكامنة في الشخص، خاصة التوتر.

عندما يشعر الفرد بالتوتر، يُطلق جهازه العصبي استجابة داخلية معروفة بـ “القتال أو الهروب”. ينتج عن هذه الاستجابة سلسلة من التأثيرات الفسيولوجية تشمل إفراز هرمونات التوتر، والتي تتسبب في:

  • ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم: يتسارع نبض القلب ويرتفع ضغط الدم كجزء من استجابة الجسم للتوتر.
  • قصر التنفس: يحدث قصر التنفس كجزء من آلية الاستجابة الطبيعية للتوتر والتهديد.
  • توتر العضلات: يساهم التوتر في تشديد العضلات، مما يمكن أن يؤدي إلى آلام واضطرابات جسدية.

تسبب هرمونات التوتر في تحقيق تأثيرات ضارة على الوظائف الجسدية، مما يضع الجسم تحت ضغوط غير طبيعية. يظهر هذا التأثير بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتراكم التوتر لفترات طويلة دون إيجاد منفذ صحيح للتعبير عن المشاعر والتخلص منها.

شاهد من أعمال دقائق