الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية | مصارف الصدقة

الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية | مصارف الصدقة
(اخر تعديل 2024-04-21 01:42:10 )

تُعدّ الصدقة من الأعمال الخيّرة التي تُقرّب المسلم من الله تعالى، وتُنير دربه في الآخرة. في هذا المقال، سنغوص في رحلة خير لا تنتهي، ونستكشف الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية ونُسلط الضوء على مصارفها، ونُجيب على سؤال هام: هل تُصل الصدقة الجارية للميت؟

الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية

الصدقة هي عطية تُعطى للفقراء والمحتاجين ابتغاء مرضاة الله، والصدقة الجارية هي نوع من أنواع الصدقة تُقدم على شكل وقف يبقى أصلُهُ مُحَبّسًا، بينما يُصرف ريعُهُ على وجوه الخير. يشمل الفرق الجوهري بين الصدقة والصدقة الجارية:

– الاستمرارية: تنتهي الصدقة بمجرد إعطائها للمحتاج، بينما تستمر الصدقة الجارية في الأجر والثواب طالما استمر ريعُها.

– أجرها: أجر الصدقة الجارية مستمر حتى بعد موت صاحبها، بينما ينقطع أجر الصدقة العادية بموت صاحبها.

– أنواعها: الصدقة العادية لها أنواع محدودة، بينما الصدقة الجارية لها أنواع متعددة، مثل: بناء المساجد، وحفر الآبار، ووقف الأراضي الزراعية، وطباعة الكتب.

الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية

مصارف الصدقة الجارية

بعد مناقشتنا الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية فيما سبق، فما هي مصارف الصدقة الجارية إذًا؟

تتنوع مصارف الصدقة الجارية لتشمل مختلف وجوه الخير ومن بينها ما يلي:

بناء المساجد

يُعدّ من أفضل مصارف الصدقة الجارية، فهو يُساهم في نشر العلم والصلاة، ويُؤجر صاحبهُ على كل ركعة تُصلى فيه.

حفر الآبار

يُساهم في توفير الماء للناس، وهو من أعظم الأعمال التي يُمكن للمسلم أن يقوم بها، ويُؤجر صاحبهُ على كل من شرب منه.

وقف الكتب

يُساهم في نشر العلم والمعرفة، ويُؤجر صاحبهُ على كل من قرأه.

رعاية الأيتام

تُعد رعاية الأيتام من أهمّ مصارف الصدقة الجارية، فهي تُساهم في تربية جيلٍ صالحٍ للمجتمع.

مساعدة الفقراء والمحتاجين

تُعد مساعدة الفقراء والمحتاجين من أهمّ واجبات المسلمين، ويُؤجر صاحبها على كلّ ما قدّمهُ لهم من مساعدة.

بناء المستشفيات

يساهم بناء المستشفيات في علاج المرضى، ويُؤجر صاحبهُ على كلّ مريضٍ تمّ علاجهُ.

دعم مشاريع التعليم

دعم مشاريع التعليم يُساهم في نشر العلم والمعرفة، ويُؤجر صاحبهُ على كلّ طالبٍ تعلّمَ من خلال مشاريعه.

بناء دور الأيتام

يعمل بناء دور الأيتام يُساهم في توفير مأوىً آمنٍ للأيتام، ويُؤجر صاحبهُ على كلّ طفلٍ عاشَ في دار الأيتام.

دعم مشاريع الدعوة إلى الله

تساعد مشاريع الدعوة إلى الله في نشر الإسلام، ويُؤجر صاحبهُ على كلّ شخصٍ هُدِيَ إلى الإسلام.

دعم مشاريع الإغاثة

يُعد دعم مشاريع الإغاثة مساهمة منك في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية، ويُؤجر صاحبهُ على كلّ شخصٍ ساعدَهُ.

هذه بعض الأمثلة على مصارف الصدقة الجارية، ويُمكن للمسلم أن يختار أيًّا منها حسب رغبتهِ.

الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية

هل الصدقة الجارية تصل للميت

الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية ليس له علاقة بوصول الصدقة للميت، حيث بشكل عام تصل الصدقة للميت، سواء كانت مالية (مثل النقود) أو عينية (مثل الطعام أو الملابس) أو صدقة جارية (مثل الأوقاف).

كيف تصل الصدقة للميت؟

يصل ثواب الصدقة للميت، فكلما تصدقت عن شخص ميت، زاد ثوابه في الآخرة. تشمل فوائد الصدقة عن الميت:

– تخفيف ذنوبه وعذابه.

– رفع درجته في الجنة.

– إدخال السرور عليه.

– تكون شفاعة له يوم القيامة.

أدلة من السنة النبوية

أجمع العلماء على أن الصدقة تصل للميت، وتدل على ذلك أحاديث نبوية شريفة، منها:

– حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ”.

– حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”.

كيف انوي عندما اتصدق؟

إن النية ليست مجرد كلمات نرددها، بل هي شعور داخلي وقصد يحدد مآل عملنا، فالله تعالى عليمٌ بما في قلوبنا، مطلعٌ على نوايانا، لا يخفى عليه شيء.

ليس شرطًا أن نقول “نويت كذا” في كل عمل نقوم به، فبمجرد أن نُقدم على فعلٍ بقصدٍ محدد، يعلم الله تعالى ذلك ويحاسبنا عليه.

القصد هو ما يُعطي العمل معناه ويحدد قيمته، فمثلاً قد يُقدم شخصٌ على إطعام الفقراء، لكن بقصدٍ رياءٍ وسمعة، بينما يُقدم آخر على نفس العمل بقصدٍ خالصٍ لوجه الله تعالى. ففي الحالة الأولى، لا يُؤجرُ الشخص على عمله، بينما يُؤجرُ الشخص الثاني أجرًا عظيمًا.

تعدد النية في الصدقة

يجوز جمع النوايا في الصدقة الواحدة، على سبيل المثال فإنه يمكن التصدق بنية التكفير عن الذنوب، وشكر الله على نعمه، ودعاءً لشفاء مريض، و الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية ليس له علاقة عمومًا بتعدد النية في الصدقة.

ولكن هل يأخذ كل شخص الثواب كاملًا؟ الإجابة هي نعم، يأخذ كل شخص الثواب كاملًا، وكأنّه تصدق بنفسه؛ لأنّ الله تعالى كريمٌ جوادٌ، لا يُضيع أجر من أحسن عملًا، ولأنّ الصدقة عملٌ صالحٌ، والله تعالى يُضاعف أجر الأعمال الصالحة.

أفضل الأعمال للتقرب إلى الله

يبحث الكثيرون عن أفضل الأعمال التي يمكنهم فعلها من أجل التقرب إلى الله عز وجل، ولا شك أن الصدقة من الأعمال العظيمة التي لها فضل كبير، وقد أوضحنا فيما سبق الفرق بين الصدقة والصدقة الجارية لمن يرغب في التقرب إلى الله بهذا العمل، ولكننا الآن سوف نتحدث عن أعمال أخرى يمكن القيام بها، ولكن قبل ذكر أمثلة على تلك الأعمال، سنوضح صفتها المستحبة.

صفة أفضل الأعمال الصالحة

في حديث روته عائشة رضي الله عنها، يُشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى صفتين أساسيتين لأحب الأعمال إلى الله:

– الاستمرارية:

الأعمال التي يداوم عليها الإنسان، وإن كانت قليلة، أفضل من الأعمال الكثيرة التي يُقطعها.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي في حصيرٍ بالليل، ويجلس عليه بالنهار، وكان يُداوم على ذلك.

كان يُنبه أصحابه على أخذ الأعمال ما يطيقون، حتى لا يملوا.

– التيسير:

الأعمال التي تكون على وجه السداد والاقتصاد والتيسير أفضل من الأعمال التي تُؤدى على وجه التكلف والاجتهاد والتعسير.

الله تعالى يُريد بعباده اليسر، ولا يُريد بهم العسر.

وردت آيات قرآنية تدل على ذلك مثل:

– سورة البقرة: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }.

– سورة المائدة: { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ }.

– سورة الحج: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ }.

أمثلة على أفضل الأعمال

الصلاة في وقتها:

تُعدّ من أفضل الأعمال على الإطلاق، كما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تُؤسس لحياةٍ منظمةٍ وروحٍ مُطمئنة.

تُحافظ على صحة الإنسان الجسدية والنفسية.

– قضاء الحاجات:

يُحبّ الله تعالى الإنسان المُساعد، الذي يُفرح إخوانه المسلمين.

قضاء حوائج العباد يُكشف كرباتهم ويُدخل البهجة على قلوبهم.

يُكافئ الله تعالى من يمشي مع أخيه المسلم في حاجته.

– ذكر الله:

يُقرّب العبد من الله تعالى ويُضفي على حياته السكينة والطمأنينة.

يُغفر الله تعالى الذنوب ويُفتح أبواب الخير للعبد.

يُحفظ العبد من عذاب الله تعالى ويُؤنسه في حياته.

– بر الوالدين:

يُؤكّد الإسلام على أهمية برّ الوالدين، كونه عبادةً جليلةً وأجرًا عظيمًا. ففي القرآن الكريم، أمر الله تعالى ببِرّ الوالدين في آياتٍ متعددة، منها:

“وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا”.

“وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانً”.

“وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحْسَانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا”.

حيث قرن الله تعالى برّ الوالدين بتوحيده، وشُكرَهما بشُكره، لذلك، يُعدّ الإحسان إلى الوالدين من أجلّ الأعمال وأفضلها عند الله.

شاهد أيضًا من أعمال دقائق: